البشير يهرع لمؤيدية لمواجهة غضبة الشعب
الخرطوم: تجمع المئات في العاصمة السودانية الأربعاء دعما للرئيس عمر البشير الذي يواجه منذ أسابيع حملة تظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد.
وجاء التجمع الذي شارك فيه رجال ونساء يدعمون البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989 عقب انقلاب بدعم من الإسلاميين، في وقت يستعد محتجون مناهضون للبشير للخروج في تظاهرة في الخرطوم.
وانتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذي حملوا رشاشات، في موقع التجمع في الساحة الخضراء، وهي مساحة واسعة ومفتوحة في المدينة، بحسب مراسل فرانس برس.
ووصل الرئيس السوداني مرتديا سروالا وقميصا باللون الكاكي الى المكان وحيّا أنصاره وألقى كلمة فيهم. لكن حصل تشويش على الهواتف النقالة بعد وصوله، وانقطع الإنترنت.
وكان رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات مؤيدة للبشير وصلوا الى مكان التظاهرة في حافلات منذ الصباح الباكر.
وهتف المتظاهرون لدى وصول الرئيس “الله أكبر”، وهتافات أخرى مؤيدة. ورافق الرئيس عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.
ومنذ كانون الأول/ديسمبر، يشهد السودان تظاهرات غاضبة بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في وقت تعاني البلاد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70%.
وتحولت الاحتجاجات التي اندلعت في البداية في بلدات وقرى قبل أن تنتقل إلى الخرطوم، إلى تجمعات مناهضة للحكومة وصفها محللون بأنها أكبر تحد يواجهه نظام البشير منذ سنوات.
وأفادت السلطات أنّ 19 شخصاً على الأقلّ قتلوا في التظاهرات، بينهم عنصرا أمن، إلاّ أنّ منظمة العفو الدولية تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 37.
– عملاء وخونة –
وكان البشير الذي أمر الشرطة باستخدام “قدر أقل من القوة” ضد المتظاهرين، ألقى باللوم في أعمال العنف التي حصلت خلال الاحتجاجات، على متآمرين لم يسمهم.
وقال في كلمة خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة (250 كلم شمال الخرطوم) الثلاثاء “الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا”، بحسب ما أوردت وكالة أنباء السودان الرسمية.
وأحرق المتظاهرون في بداية الاحتجاجات العديد من مباني حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.
وأضاف البشير أمس “البعض يقولون إنّ الجيش بصدد تسلّم السلطة. لا مشكلة لدينا في ذلك. إذا أتى أحد يرتدي كاكي (البزّة المرقّطة)، فوالله لا مانع لدينا. لأنّ الجيش حين يتحرّك لا يتحرّك من فراغ ولا يتحرّك لدعم العملاء بل يتحرّك دعماً للوطن”.
واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، بحسب مسؤولين أكدوا أن الوضع استقر الآن.
وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحافيين.
وجددت بريطانيا والنروج والولايات المتحدة وكندا التعبير عن قلقها بشأن الوضع في السودان.
وقالت في بيان مشترك الثلاثاء “نشعر بالصدمة حيال التقارير عن سقوط قتلى ووقوع إصابات خطيرة في صفوف أولئك الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر، إضافة إلى التقارير عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين”.
وأضافت “ندعو الحكومة السودانية إلى إجراء تحقيق شفاف تماما ومستقل في موت المتظاهرين بأسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين”.
كما دعت الخرطوم إلى الإفراج عن جميع المعتقلين بدون تهم، محذرة من أنّ تحرّك الحكومة في هذه المسألة “سيؤثّر” على تعاملاتها مع حكومات الدول الأربع.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية متفاقمة منذ العام الماضي لأسباب أهمّها نقص العملات الأجنبية.
ووردت تقارير عن نقص الغذاء والوقود في العديد من المدن ومن بينها الخرطوم.
مظاهرة مناوئة للبشير تطالبه بالتنحي
انطلقت الأربعاء، مظاهرة بمدينة “أم درمان” غربي العاصمة السودانية، عقب وقت قصير من خطاب ألقاه الرئيس عمر البشير، أمام أنصاره بالساحة الخضراء في الخرطوم.
وكانت أحزاب معارضة، قد دعت إلى تسيير موكب جماهيري، بغية تسليم مذكرة احتجاج إلى البرلمان السوداني بمقره في أم درمان، غرب العاصمة، تطالب البشير بالتنحي.
وأفاد شهود عيان للأناضول، أن مئات المواطنين تجمعوا في “موقف الشهداء” وسط المدينة، وأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وذكر الشهود أن المحتجين يتجمعون في أنحاء متفرقة من المدينة، بغية الالتئام في موكب واحد حتى يتمكنوا من الوصول إلى البرلمان.
وأضافوا أن المتظاهرين “في حالة كر وفر” مع الشرطة والقوات الأمنية حتى الساعة (12:00 ت.غ).
من جهته، قال تجمع المهندسين السودانيين (مستقل يضم أطباء ومهندسين ومعلمين) عبر صفحته على “فيسبوك”، إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على تجمعهم في أم درمان.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات الرسمية حول أحداث الخرطوم أو ما أوردته الجهات المعارضة.(وكالات)
نقلا عن القدس العربي