السودان: أبعد من انتفاضة الخبز
من أهم قضايا هذه الانتفاضة وآثارها الممتدة على المستوى الاستراتيجي هو تعميد وتدشين جيل جديد من الشباب من النساء والرجال، وهذا الجيل طوى عهد الخنوع والانكسار ومحاولة مسح ذاكرته وهزم شعارات الحركة الإسلامية المسماة إعادة صياغة الإنسان السوداني على مدى 30 عاما، وهو الجيل الذي ربته حكومة الإنقاذ، وحاولت طمس هويته وذاكرته الوطنية والسياسية ولكنه يرد الآن الصاع صاعين، ويتلمس خطواته بوضوح وبرنامج سياسي قائم على المواطنة بلا تمييز، وقائم على الاعتراف بالتنوع ويرفد الحركة الوطنية السياسية السودانية بقوة مهمة، كما أنه يرسم بقوة مآلات الحاضر وكل المستقبل، ولذلك هذا يمثل هزيمة كبيرة للنظام من ضمن قضايا عديدة جاءت بها هذه الانتفاضة، ومن ضمن متغيرات كثيرة في التضاريس السياسية، ولكن هذا يعتبر من أهم القضايا التي ترسم ملامح المستقبل والشعارات التي رفعها هذا الجيل شعارات الحرية والسلام والعدالة وتضميده لجراحات الحرب الأهلية برفعه شعارات مثل “يا العنصري المغرور كل البلد دارفور”. ويقول عرمان “أهم شيء في هذه الانتفاضة هو معمودية جيل جديد من الشباب الذي أخذ مكانه في كابينة القيادة والمستقبل وهو انتصار باتع للحركة الوطنية والديمقراطية في وجه فاشية الإسلام السياسي وبلادنا لن تعود بعد اليوم كما كانت”.