أخبار

خالد فضل يكتب : المعتصمون … وليمة لرصاص الغدر … ماحدث جُرمٌ غير قابل للنسيان 

 الظلاميون، بعضهم يتخفى بالنور من عجبٍ… ماحدث جُرمٌ غير قابل للنسيان !.

المعتصمون … وليمة لرصاص الغدر 

لكنهم كانوا على كل حال يحلمون بحياة أفضل لهم ولبلادهم المسماة (وطن)، ماتوا في منتصف الحلم تماما، ذهبوا في رحلة اللاعودة بأسرع من مشوار من الدار لساحة الإعتصام، أولئك فتية مهروا بالدم المراق ثورة الشعب المجيدة. لحقوا برصفاء لهم كانوا يعبئون الشارع بالنشيد المعطون في هوى السودان، حناجرهم الغضة الرطبة تفيض بالهتاف الثوري، حرية سلام وعدالة، و” حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي”، ” مكان الطلقة عصفورة”، رسموا على جدران الوطن لوحة العز والكرامة، وهم ينشدون الصالح العام . لتزدان بصورهم، وجدارياتهم ساحة الإعتصام . والكابشن تحت بورتريه كل شهيد منهم، مقطع مموسق من حداء الوطن الجميل، ذاك عظمة ومآب وبابكر النطاس وود الخيرالمدرّس و و و و كل الثوار لهم وجه واحد سبحان من خلق العظماء، مثلما ابتلى الشعب بالجبناء، أولئك الذين تطلق بنادقهم للخلف إن دهم العدو، ولكنها ذخيرة حية تصطاد الجباه والصدور، عندما توجه للعزل الأبرياء الذين شعارهم (سلمية سلمية )!

تمّ فض الإعتصام،  في ذاك الفجر الحزين في مثل هذا اليوم من العام الفائت 2019م، وسقط الشهداء مجدداً، مثلما سقط في الترس الفتى دودو ريحانة الاعتصام.

 

   وتمّ فض الإعتصام،  في ذاك الفجر الحزين في مثل هذا اليوم من العام الفائت 2019م، وسقط الشهداء مجدداً، مثلما سقط في الترس الفتى دودو ريحانة الاعتصام. من يرسم لوحاتهم، من يخط تلك الكابشنات المضيئة تحت بورتريهات مئات منهم بحسب بعض التقديرات الأكثر مصداقية، كم عدد الجرحى في واقعة القيادة أو قل مجزرة فض الإعتصام، كم مفقوداً ؟. أصحيح أنّ بعض الجثث ربطت على صخور، ثم أُلقيت في قاع النيل وليمة لأسماكه ؟!. كم من مغتصبة في ذاك اليوم الدامي والدنيا ” قبايل عيد”، وساحة الاعتصام كانت قد أخذت كامل زينتها، استعدادا لصلاة عيد الفطر في أكبر وأعظم مشهد لصلاةٍ كان يمكن أن تُقام لم يشهد مثلها السودان منذ  دخول الإسلام إلى أرض السود، وقد تحول هدي الإسلام على زمان الإخوان إلى أكبر ضلال !!

  من المسؤول عن تلك المجزرة، ما الأطراف التي خططت، ونفذّت، ما الأطراف التي كانت على علم أو تمّ إخطارها بوقوع الكارثة ؟!.  ما الأطراف صاحبة المصلحة في هدم الحلم النبيل ؟ وهي بالطبع ليست بالضرورة كلها من قوى الظلام التي عرّاها ضؤء الثورة الباهر. الظلاميون بعضهم يتخفى بالنور من عجب!!، ولن نتّهم طرفاً، فالمتهم برئ حتى تكشف لجنة الأستاذ نبيل أديب ما توصلت إليه من حقائق؛ وهي لجنة في تقديري محل ثقة، لكن، ما صرّح به الجنرال شمس الدين الكباشي يومها، واعلانه أنّ قرار الفض كان بخصوص منطقة كولومبيا لكن، تمّ تجاوز لذلك القرار، ودخلت الوحدات المشتركة من الجيش والشرطة والدعم السريع إلى ساحة الإعتصام لمطاردة الفارين من كولومبيا، ذلك التصريح يذكّر المرء بالحكمة المأثورة ( يكاد المريب يقول خذوني)!!، فحتى كولومبيا المزعومة لم تك حالتها تستحق حشد تلك الحشود أو استخدام العنف المفرط لمواجهة العزّل، ثمّ تصريحات قائد الدعم السريع حميدتي المثيرة للتساؤل عن حكاية الفخ الذي نُصب لقواته !!، وما تلى تلك المجزرة من وقائع مثل لملمة كل متردية ونطيحة وما أكل السبع ممن وصفوا بزعماء القبائل والعمد وشيوخ القرى بوصفهم يمثلون السودانيين ؛ وهم في حقيقتهم يمثلون كروشهم التي لا تشبع من الأكل على موائد الطغاة، ثمّ عملية التصوير الإحترافية والتغطية الكثيفة من قناة الجزيرة القطرية، وظهور أفراد الدعم السريع دون غيرهم من الوحدات في مشاهد العنف والإهانة والإذلال للمعتصمين، والسؤال الكبيرلماذا تمّ انتقاء التصوير، ولم تُصوّرمشاهد إطلاق الرصاص الحي على المعتصمين؟ ثمّ التخريب الممنهج الذي طال كلية علوم الأشعة وجامعة الخرطوم، والإحترافية العالية جداً في ذلك التخريب لدرجة تعطيل كاميرات المراقبة قبل تنفيذ المخطط المرسوم، ثمّ بث ذلك الشريط المريب على شاشة التلفزيون، وتكرار بثه بصورة خاصة في يوم الكرامة، ورد الإعتبار للشعب والوطن يوم 30 يونيو 2019م، ذاك  التاريخ المقصود لتصحيح التواريخ . أسئلة حاضرة تنتظر الإجابة من لدن لجنة التحقيق، ذلك أنّ الشهداء والجرحى والمفقودين هم خيرة شباب هذه البلاد، هم أسمى القامات، بذلوا حياتهم من أجلنا من أجل حياة تليق بهم وبشعبهم . فلا أقلّ من ردّ الاعتبار بكشف الحقائق وتعرية الوقائع، فما حدث جرم غير قابل للنسيان، جرح غائر في جسد وطن شبع جراح بفضل بعض بنيه العاقين . سلام على أرواح الشهداء، المجد للجرحى والمعاقين والمغتصبات، العودة للمفقودين، وحرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب . ولابد من المحاسبة مهما علت الرُتب أو رُصعت الكتوف ؛ حتى تستقيم الأمور ونبني وطن يليق بحلم الشهداء .

  خالد فضل

الخرطوم، 30مايو2020م    

الصورة للفنان مروان الكنزي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Whatsapp
LINKEDIN